languageFrançais

من الزهراء تبدأ الحسابات الجدية..مستقبل القصرين يضبط بوصلته نحو الصعود

أكد الناطق الرسمي باسم المستقبل الرياضي بالقصرين، عامر الشعباني، في تصريح لموزاييك، انطلاق فريق أكابر المستقبل الرياضي بالقصرين لكرة القدم في تربص مغلق، اليوم الثلاثاء 23 ديسمبر 2025، بمدينة الزهراء، استعدادا لمرحلة الإياب من بطولة الرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم، تحت إشراف المدرب الجديد للفريق واللاعب الدولي السابق في جيل 78 الذهبي، عثمان الشهايبي، وبقية الإطار الفني.

تقييم الرصيد البشري واتصالات مع ثلاثة لاعبين

وأوضح الشعباني أن مستقبل القصرين دخل في مفاوضات مع ثلاثة لاعبين في مراكز تشهد نقصا داخل المجموعة، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن يلتحق عدد من اللاعبين الجدد بالفريق خلال الأيام الأولى من التربص، دون الكشف عن هوياتهم في انتظار استكمال الإجراءات التعاقدية.

وأضاف أن الإطار الفني سيعمل خلال هذا التربص على جوانب فنية وبدنية عديدة، من أبرزها تقييم الرصيد البشري المتوفر على ذمة الجمعية، وضبط الاختيارات قبل استئناف المنافسات الرسمية.

وديات مع مقرين وبن عروس في انتظار تأكيد مواجهة حمام الأنف

وكشف الناطق الرسمي باسم مستقبل القصرين عن برمجة مقابلتين وديتين خلال التربص، ستُجرى نهاية شهر ديسمبر الجاري، الأولى أمام جمعية مقرين والثانية ضد سبورتينغ بن عروس، في انتظار تأكيد إجراء مقابلة تحضيرية ثالثة ستجمع نسور الشعانبي بنادي حمام الأنف.

بوابة إلكترونية رسمية ترى النور قريبا

وفي حديثه عن مشروع الموقع الإلكتروني للنادي، أفاد الشعباني بأن هذا المشروع يندرج في إطار استراتيجية تواصلية جديدة تهدف إلى تقريب الجمعية من جماهيرها والرأي العام، عبر تثمين تاريخ مستقبل القصرين العريق وتوثيقه، إلى جانب نشر أخبار النادي ومستجداته ضمن بوابة رقمية رسمية.

وفاء لهدف الصعود رغم تعقيدات البدايات

ويُذكر أن مستقبل القصرين قد قدّم نفسه خلال الموسم الفارط والموسم الحالي كمراهن جدي على الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، بعد أن أنهى مرحلة الذهاب في المرتبة الرابعة، رغم الصعوبات التي عصفت بالفريق قبل انطلاق الموسم بأيام، إثر سجن رئيسه السابق وما ترتب عن ذلك من إشكاليات إدارية عجّلت برحيل أربعة مدربين عن الفريق الأول، في مرحلة الذهاب.

وقد استقرت الأوضاع نسبيا بعد تكليف منجي برهومي برئاسة هيئة تسييرية جديدة، أعلنت عن أهدافها المتمثلة في إعادة نسور الشعانبي إلى دوري الأضواء، بعد غياب دام قرابة عشر سنوات بين رابطة الهواة والرابطة المحترفة الثانية.

قراءة في دلالات التربص ورهانات الإياب

ولا يكتسي هذا التربص المغلق طابعا تحضيرييا فحسب، بل يبدو مؤشرا على رغبة واضحة في القطع مع الضغط المسلط على اللاعبين والأطر والفنية وارتباك البدايات، من أجل بناء مرحلة إياب أكثر مرونة واتزانا، عنوانها الاستمرارية الفنية والإدارية والانضباط التكتيكي. فاختيار برمجة مقابلات ودية أمام فرق تنتمي للمستوى التنافسي نفسه، يعكس سعي الإطار الفني إلى اختبار جاهزية المجموعة في ظروف قريبة من نسق البطولة، بعيدا عن المجازفة أو التضليل الفني.

كما أن التحرك المدروس في ملف الانتدابات قبل موعد الميركاتو، مع التركيز على سدّ الشغورات بدل الإكثار العددي، يوحي بتحول في منطق التسيير من ردود الفعل إلى البرمجة والتخطيط انطلاقا من واقع الفريق، وهو ما يحتاجه نادٍ يطمح بواقعية إلى لعب أدوار متقدمة في مجموعة تتسم بتقارب في عدد النقاط وفي المستويات، وضيق هامش الخطأ، وأهمية ربح النقاط الضامنة للصعود بطريقة مباشرة أو للعب المباريات الفاصلة؛ باحتلال المركز الثاني أو الثالث في البطولة.

ويبقى الرهان الأبرز في مرحلة الإياب مرتبطا بمدى قدرة مستقبل القصرين على تحويل الاستقرار الإداري والفني النسبي إلى نتائج ميدانية، واستثمار الضغط الإيجابي لجماهيره كعامل دفع لا كعبء إضافي، في سباق صعود ميزته التنافسية العالية التي لا يعترف إلا بالجاهزية الذهنية قبل البدنية، وبحصد النقاط على حساب المنافسين المباشرين قبل غيرهم، وبالتغلب على الظروف الداخلية للجمعية قبل مواجهة المنافسين.

برهان اليحياوي